* أعراض كورونا الجديد
تختلف أعراض كورونا الجديد من شخص إلى آخر، فالمرض قد يظهر في صورة حمى، إعياء، سعال جاف، ويعاني بعض المرضى أيضاً من أوجاع في الجسم، واحتقان في الأنف، ورشح، والتهاب الحلق أو الإسهال، ومن المثير للاهتمام أن هذه الأعراض تتفاوت في حدتها من شخص إلى آخر، ومن الأخبار المبشرة هي أن الكثير من المصابين قد يعانون من أعراض بسيطة، بل إن بعضهم قد لا يعاني من أية أعراض ظاهرة على الإطلاق.
* عوامل الخطر
الإحصائيات أيضا تشير إلى أن حوالى 80% من المصابين يتعافون بالكامل من دون الحاجة إلي علاج، لكن الأخبار ليست كلها مبشرة، فواحد من كل ستة مصابين بالمرض قد يصاب بصعوبة شديدة في التنفس، وتصل إلى حد الالتهاب الرئوي، وقد يتسبب الأمر في الوفاة، وفي هذا المقال نستعرض عوامل الخطر المرتبطة بحدة الأعراض والوفيات طبقا لآخر الدراسات المنشورة في هذا المجال.
– مرضى الضغط والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية
ومن المثير للاهتمام أن العديد من المرضي في هذه المجموعات كان علاجهم يتم باستخدام أدوية تحتوي على ما يعرف بمثبط إنزيم محول الأنجيوتنسين angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors (وهي مجموعة من الأدوية تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم، والسكري وأمراض الشرايين التاجية، وبعض أمراض الكلى حيث تمنع انقباض الأوعية الدموية).
قام بعض الباحثون بتحليل هذه البيانات، ووجدوا أن فيروس كورونا يرتبط بخلايا الرئة عن طريق إنزيم محول أنجيوتنسين 2 angiotensin-converting enzyme 2) (ACE2، وهو الإنزيم الذي يرتفع مستواه في مرضى الضغط والسكري الذين يتناولون مثبط إنزيم محول أنجيوتنسين (يعمل إنزيم محول أنجيوتنسين 2 على انبساط الأوعية الدموية بعكس نظيره الأول)، وكذلك في المرضى الذين يتناولون حاصرات مستقبلات أنجيوتنسين 2 (وهي أدوية شبيهة بمثبط إنزيم محول أنجيوتنسين)، وترتفع مستويات إنزيم محول أنجيوتنسين 2 أيضا في المرضي الذين يتناولون ثيازيوليديون thiazolidinediones، وهي أدوية تستخدم أيضا في علاج السكري، وكذلك إيبوبروفين ibuprofen، وهو مسكن معروف.
من خلال هذا التحليل افترض بعض الباحثين أن زيادة مستوي إنزيم محول أنجيوتنسين 2 في المرضي الذين تناولوا هذه الأدوية تسبب في زيادة احتمالات حدوث المضاعفات والوفيات في هؤلاء المرضي.
نتيجة لهذا التفسير، يري هؤلاء الباحثين أن علاج المرضى بهذه الأدوية يؤدي إلى احتمالات أعلى للإصابة بصورة أشد فتكاً من المرض، ولذا يجب متابعتهم عن كثب أو تغيير نوع العلاج الذين يتناولونه خلال هذه الفترة.
– السن
تشير العديد من التقارير إلي أن كبار السن أكثر عرضة لحدوث مضاعفات أو حدوث وفيات من مرض كورونا الجديد، فهل هذا حقيقي؟ التحليل التجميعي (وهو نوع من الأبحاث التي تجمع سوياً نتائج العديد من الدراسات للوصول لاستنتاجات أفضل) الذي قام به باحثون من الصين أكد هذه النقطة، ووجد الباحثون أن ارتفاع السن (فوق 60 عاما) كان أحد العوامل التي ارتبطت بزيادة الوفيات.
الدراسة أشارت أيضا إلى ارتفاع نسبة الإصابة لدى الذكور، حيث بلغت النسبة لديهم 60 في المائة من إجمالي الإصابات، ولم يجد الباحثون تفسيراً لهذه النقطة، وإن أشاروا إلى أن نفس النمط قد حدث مع أفراد عائلة كورونا السابقين الذين تسببوا في أمراض مماثلة، وهذه الحماية النسبية في الإناث في الحالات السابقة قد تكون بسبب وجود كروموسوم إكس الإضافي لدى الإناث، وهو الذي يلعب دورا أساسيا في المناعة الطبيعية والمكتسبة. لذا نصح الباحثون الذكور باتخاذ إجراءات وقائية إضافية لحماية أنفسهم.
– السرطان
يعاني مرضى السرطان من ضعف المناعة نتيجة المرض وطرق العلاج المختلفة، لذا فهم عرضة بشكل أكبر للعديد من أنواع العدوى القاتلة، والدراسة السابقة أشارت بالفعل إلى أن وجود السرطان مثل أحد العوامل المرتبطة باحتمالات أعلى لتلقي العدوي، وحدوث المضاعفات والوفيات في مرضى كورونا الجديد.
دراسة أخرى نشرت في شهر مارس الحالي في مجلة ذا لانسيت الطبية الشهيرة أشارت أيضا إلي نتائج مماثلة، ووجد الباحثون أن مرضى السرطان الذين أصيبوا بكورونا الجديد كانوا بوجه عام أكبر سنا بالمقارنة بباقي المرضى، وبالإضافة إلي ذلك، كان العديد من هؤلاء المرضى من المدخنين، وأشارت النتائج أيضاً إلى أن المرضى الذين تلقوا علاجاً كيميائياً أو خضعوا للجراحة في الشهر السابق للعدوى كانوا أكثر عرضة لحدوث مضاعفات من هؤلاء الذين لم يتلقوا نفس العلاج.
لذلك، وبناء علي هذه النتائج، اقترح الباحثون ثلاث استراتيجيات للتعامل مع مرضى السرطان أثناء هذه الأزمة.
– الاستراتيجية الأولي: في تأجيل طرق العلاج المختلفة إن أمكن في المناطق الموبوءة.
– الاستراتيجية الثانية: اتخاذ إجراءات حماية ووقاية إضافية لمرضي السرطان أو المتعافين منه.
– الاستراتيجية الثالثة: هي مراقبة هؤلاء المرضى، ومتابعتهم عن كثب إذا حدث وأصيب أحدهم بمرض كورونا، خاصة إذا حدثت هذه العدوى في كبار السن أو مرضى يعانون من أمراض أخرى إضافية.
* هل يجب أن نشعر بالفزع على أحبائنا من كبار السن أو المرضى؟
قد يكون بعض الخوف مطلوباً، وهو الخوف الذي يجعل المرء يتخذ إجراءات الوقاية والحماية بشكل كاف من دون تهويل أو فزع، ويجب اتباع إجراءات الوقاية التي تشير إليها الجهات الصحية الدولية والمحلية، كما يجب التقليل من الخروج في الأماكن المزدحمة وأماكن التجمعات، خاصة لكبار السن والمرضى من أجل حمايتهم حتي تمر هذه الأزمة.
اترك تعليقاً