تدور أحداث هذه السردية الرائعة في فترة حكم سليمان بن سلمان الملك، حيث يظهر لنا شخصٌ بسيط يُدعى خزيمة بن بشر، ينتمي إلى قبيلة بني أسد. تميز خزيمة بالشهامة والمروءة في مجتمعه، وأصبحت قصته محط اهتمام الوالي عكرمة الفياض، الحاكم لمنطقة الجزيرة، الذي يعرف بكرمه وسخاءه.
من هو جابر عثرات الكرام؟ قصة ملهمة عن جزاء المعروف
خزيمة، الذي كان يعتبر رمزًا للكرم والضيافة والخدمة لأهل قبيلته، وجد نفسه في ضائقةٍ مالية غير متوقعة، حيث فقد ثروته وكل ممتلكاته عكرمة مستندًا إلى سمعته الطيبة وكرمه، قرر دعم خزيمة بجمع أموال لمساعدته على تخطي هذه الصعوبة.
بتكتيك ملفت، قام عكرمة بزيارة خزيمة متنكرًا وملثمًا، حيث قدم له مبلغًا من المال دون أن يكشف عن هويته. لكن خزيمة، الذي يتسم بالشجاعة والفضول، رفض استلام المال دون معرفة السبب وراء هذه المساعدة. وفي مفاجأة مثيرة، كشف عكرمة عن هويته بأنه “جابر عثرات الكرام”، ما أثار دهشة خزيمة.
تبعًا لهذه القصة الملهمة، قامت زوجة عكرمة بزيارة منزل خزيمة للتأكد من سلامة زوجها، وهنا بدأت حكاية جديدة من التساؤلات والاكتشافات. عاشت الزوجة حالة من القلق والشك حول تأخر زوجها في العودة، وقوبلت بتفسير من عكرمة عن حبكته المعقدة.
لكن القصة لم تنتهِ بالمساعدة المالية فقط، بل أعطى أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك مكافأة لعكرمة، منحه عشرة آلاف دينار وعيّنه واليًا على الجزيرة، وكذلك على أرمينيا وأذربيجان. كما استمرت التعاونية بين خزيمة وعكرمة في خدمة مصالح الدولة، وأصبحا رمزين للتسامح والتعاون المثاليين في ظل قيادة سليمان بن عبد الملك.