قفزت أسعار النفط 3% متأثرة بالصدمات الجيوسياسية والتوترات المرافقة للأحداث المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، واحتمالات تدخل أطراف أخرى.
تعيش أسواق النفط العالمية تقلبات حادة، بسبب الأزمة الإقليمية التي باتت تخيف المتعاملين مع أسواق النفط، والضغوط التي يعاني منها سوق النفط.
و حققت أسعار النفط صعوداً كبيراً بعدما أدى الانفجار المميت في مستشفى بقطاع غزة إلى تفاقم توترات الشرق الأوسط قبيل انطلاق الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارة إلى المنطقة.
وتوقع الدكتور راشد أبانمي رئيس المركز الأهلي الدولي القانوني للطاقة والتوقعات الاستراتيجية، صعود أسعار الخام في اليومين المقبلين (الخميس والجمعة) وليس ببعيد أن يصل إلى عتبة المائة دولار.
وقال لـ”أريبيان بزنس”، إن الأسواق النفطية تأخذ في الاعتبار وبشكل أساسي العرض والطلب العالمي ومستوى المخزونات العالمية وخصوصا المخاطر والنزاعات التي تدور في الشرق الأوسط كونه يمثل أكثر من ثلث الإنتاج العالمي من النفط الخام وبالتالي فإن النزاعات بوجه الخصوص تشكل خطرا جيوسياسيا اقتصاديا عالميا.
وأوضح الدكتور أبانمي، أن الأسواق تشعر بالقلق إزاء تحضير إسرائيل لشن هجوم بري على غزة، ولليوم الثاني عشر للحرب على قطاع غزة والذي بلغ ذروته ليلة البارحة (الثلاثاء) بعد استشهاد أكثر من 500 فلسطيني إزاء استهداف إسرائيل للمستشفى الأهلي المعمداني، مما زاد المخاوف بشأن حدوث اضطرابات في إمدادات النفط من المنطقة وقفزت العقود الآجلة لخام برنت في بداية التعاملات لهذا اليوم الأربعاء 2.07 دولار لتصل إلى 91.97 دولارا للبرميل،
كما لفت بأن زيارة بايدن اليوم وإظهاره الدعم المطلق لإسرائيل في عدوانها على المدنيين وقصفها للمستشفيات ودور العبادة دون اكتراث لرفض شعوب المنطقة والعالم للعدوان على غزة، قرر القادة العرب إلغاء القمة بين بايدن ونظراؤه العرب مما وتر الأسواق بانخفاض التوقعات من احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين حماس الأسرائيل وربما توجه الصراع إلى الاتساع ليضم دول المنطقة وبالتالي زادت المخاوف العالمية على إمدادات البترول.
وبين الدكتور راشد بأن تلك المخاوف تزامنت مع إعلان معهد البترول الأميركي الثلاثاء بانخفاض مخزونات الخام الأميركية بنحو 4.4 ملايين برميل الأسبوع الماضي المنتهي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول. ويعتبر انخفاضا حادا مقارنة بتوقعات المحللين الذين قدروا الإنخفض ب 300 ألف برميل فقط. وهذا عامل إضافي لاستمرار صعود أسعار الخام في اليومين المقبلين (الخميس والجمعة) وليس ببعيد أن يصل إلى عتبة المائة دولار.
يذكر أن خام غرب تكساس الوسيط تخطى عتبة 88 دولاراً للبرميل، بعدما ارتفع أكثر من دولارين يوم الثلاثاء. كما ألغى زعماء الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية قمة مع بايدن عقب الانفجار، مما أدى إلى تعقيد مساعي الرئيس الأميركي الرامية إلى منع انتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى دول أخرى في المنطقة.
و تسببت الأزمة الإقليمية بتقلبات حادة في سوق النفط العالمية، ويعيش المتعاملون الآن في حالة تأهب خوفاً من اتساع نطاق القتال إلى خارج غزة، وفقا لـ”الشرق”.
قد يتسبب اتساع نطاق الصراع في تهديد تدفقات النفط الخام، مما يزيد الضغوط على سوق النفط التي تعاني بالفعل بعد خفض إمدادات تحالف “أوبك+” منذ عدة أشهر وحتى الآن.
يرى وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الرئيسية لدى مؤسسة “آي إن جي غروب إن في” (ING Groep NV ) في سنغافورة أن “اتساع نطاق الصراع سيفاقم بالتأكيد مخاطر شح الإمدادات في سوق النفط التي تعاني بالفعل من تشديد كبير”، لافتاً إلى أن “الخطر الأكبر يتركز في تهديد إمدادات النفط الإيرانية”.
بعيداً عن الصراعات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، سينصب تركيز الأسواق على بيانات احتياطات النفط الاستراتيجية. وقال معهد البترول الأميركي إن المخزونات في مركز كوشينغ الرئيسي بولاية أوكلاهوما تقلصت بنحو مليون برميل، وفقاً لما نشره موقع “أويل برايس دوت كوم”.
وإذا ما جرى تأكيد البيانات الرسمية المقرر صدورها لاحقاً اليوم هذا الانخفاض؛ فإن ذلك سيعني تراجعها إلى أدنى مستوى منذ 2014.
في غضون ذلك، يستمر تزايد فوارق الأسعار المرتبطة بآجال عقود النفط، حيث يبلغ الهامش بين أقرب عقدين لخام برنت القياسي العالمي 1.45 دولار للبرميل في حالة باكورديشن، بالمقارنة مع 1.14 دولار للبرميل قبل شهر.