ﺗﺸﻴﺮ دراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻤﻞ 8 ﺳﺎﻋﺎت ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار أﺳﺒﻮع ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم.
وﺣﻠﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻻﻓﺎل ﻓﻲ ﻛﻴﺒﻚ ﺑﻜﻨﺪا، اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟـ3500 ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﻤﻜﺎﺗﺐ، وأﻇﻬﺮت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أن اﻟﻌﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 40 ﺳﺎﻋﺔ أﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ارﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺜﻠﺜﻴﻦ.
وﻛﺸﻔﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أن اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ 40 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ 50% ﻻرﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم، ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن 35 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع أو أﻗﻞ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺔ أن أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﻀﻮا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 49 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﻌﺮﺿﻮن ﻟﺨﻄﺮ أﻛﺒﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ 70%.
وﻗﺎل اﻟﺨﺒﺮاء إن اﻟﻀﻐﻂ وﻋﺪم اﻟﻨﻮم اﻟﻜﺎﻓﻲ وﻋﺪم ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﻫﻲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ وراء اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﻢ.
وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺨﻄﺮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻟﻠﻤﻌﺎﻧﺎة ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ أو
اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ أو أﻣﺮاض اﻟﻜﻠﻰ.
وﻧﻈﺮت اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻟﺪى ﻋﻤﺎل اﻟﻴﺎﻗﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء white-collar employees (وﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻌﻤﻞ ذﻫﻨﻲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ)، ﻓﻲ ﺛﻼث ﺷﺮﻛﺎت ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻴﺒﻚ.
وﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺛﻼث ﻣﻮﺟﺎت ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ووﺟﺪت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا أﻗﻞ ﻣﻦ 35 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع، ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 40 ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم.
وﻳﺸﻴﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﻟﻰ أﻧﻪ إذا ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬا اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺿﻐﻂ اﻟﺪم ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻧﻮﺑﺎت ﻗﻠﺒﻴﺔ وﺳﻜﺘﺎت دﻣﺎﻏﻴﺔ.
وﻳﺰﻳﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 41 و48 ﺳﺎﻋﺔ ﻛﻞ أﺳﺒﻮع ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ 54% ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ارﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم اﻟﻤﻘﻨﻊ (ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺪﻣﻮي ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎس و ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻴﻮم)، و42% ﻻرﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ.
وأﺧﺬت اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﺮ أﺧﺮى ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻹﺟﻬﺎد اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ واﻟﻌﻤﺮ واﻟﺠﻨﺲ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻣﺆﺷﺮ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺠﺴﻢ.
وﻗﺎل ﻣﺆﻟﻒ اﻟﺪراﺳﺔ، اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻛﺰاﻓﻴﻴﻪ ﺗﺮودل: “ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻛﻞ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم اﻟﻤﻘﻨﻊ واﻟﻤﺴﺘﺪام ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ”.
وأﺿﺎف: “ﻳﺠﺐ أن ﻳﺪرك اﻟﻨﺎس أن ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻘﻠﺐ، وإذا ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺴﺎﻋﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺳﺆال اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺣﻮل إﺟﺮاء ﻓﺤﺺ ﺿﻐﻂ اﻟﺪم ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﻴﻮم ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺟﻬﺎز ﻳﻤﻜﻦ
ارﺗﺪاؤه”.
وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﻌﻤﻞ.
اترك تعليقاً