تنطوي كثير من أنواع الصداع على حدوث ألم بالجزء الأمامي من الرأس، ويمكن أن يساعد الكشف عن نوع الصداع في تحديد أفضل أنواع العلاجات التي يمكن إتباعها، ويوصف أحيانا الألم الذي يحدث في الجزء الأمامي من الرأس بصداع الفص الجبهي. وبحسب بيانات صادرة عن المعهد الوطني للصحة في أمريكا، فإن أكثر من 9 من بين كل 10 أشخاص يعانون من مشكلة الصداع في مرحلة ما من أعمارهم. كما يعد الصداع من أبرز الأسباب التي تجعل بعضا من الناس يزور الطبيب أو ينقطع عن العمل أو المدرسة. وبينما يمكن أن يسبب الصداع الشعور بألم في أي مكان بالرأس، فإن صداع الفص الجبهي يميل لإحداث ألم في مناطق من ضمنها الجبهة والصدغين، ونبه الباحثون بهذا الشأن إلى أن الألم الذي يحدث بمقدمة الرأس عادة ما يكون عرضا لنوع آخر من الصداع.
ونبرز فيما يلي 5 أنواع من الصداع تتسبب في حدوث ألم بالجزء الأمامي من الرأس:
صداع التوتر
يعد أكثر أنواع الصداع شيوعا، ويعاني منه معظم الناس من وقت لآخر، ومن أبرز أعراضه: وجع ثابت ممل يمكن الشعور به في كافة أنحاء الرأس، ألم يبدأ غالبا في الجبهة، الصدغين أو خلف العنين، شعور بعدم راحة حول الرأس، فروة الرأس، الوجه، العنق والكتفين وشعور بالضيق أو الضغط حول الرأس. ويمكن الحد من ألم هذا الصداع ببعض تمارين التدليك، ممارسة بعض التمارين الخفيفة للرقبة، أخذ دش ساخن ووضع منشفة ساخنة على الجبهة أو الرقبة.
صداع إجهاد العين
ينتج عنه أيضا صداع بمنطقة الجبهة، وقد يتشابه هذا الصداع مع الصداع الذي ينتج عن صداع التوتر، ومن أبرز أسباب حدوث هذا النوع من الصداع: قضاء وقت طويل في انجاز بعض المهام البصرية كما القراءة أو استخدام حاسوب، قضاء فترات طويلة من التركيز، الضغط العصبي ووضعية الجسم السيئة. ويمكن الحد من ألم هذا الصداع بأخذ فترات راحة بانتظام من الوظائف المنهكة بصريا، التزام وضعية جلوس جيدة على المكتب، ممارسة تمارين إطالة الرقبة، الذراعين والظهر واستخدام مرشح مضاد للوهج لشاشات أجهزة الكمبيوتر.
الصداع العنقودي
رغم ندرة حدوثه، لكنه يسبب ألما شديدا، ويقترن بألم على أحد جانبي الرأس، وفي الغالب حول العينين، الصدغين أو الجبهة، إحساس بقلق وغضب، سيلان أنفي، انسداد بالأنف، دمع العينين أو إصابتهما بتورم. ويمكن الحد من ألم ذلك الصداع بأخذ دواء “سماتربتان”، استخدام حاصرات قنوات الكالسيوم (وهي مجموعة من الأدوية التي تعمل على غلق قنوات الكالسيوم وبالتالي منع الكالسيوم من الدخول إلى الخلايا؛ ما يمنع موت الخلية وفقدانها لنشاطها)، استخدام أدوية الستيرويدات القشرية (وهي أدوية مصنعة تشبه هرمون الكورتيزول)، دواء توبيراميت، دواء الميلاتونين، العلاج بالأكسجين وأدوية الليثيوم.
صداع الجيوب الأنفية
حين تصاب الجيوب الأنفية بتورم يمكن أن ينتج عنها صداع بمنطقة الجبهة وشعور بعدم راحة حول جبهة الرأس، الخدين والعينين، ودائما ما يقترن هذا الصداع بخفقان مؤلم، ألم قد يتفاقم مع حركات الرأس، سيلان أنفي، انسداد بالأنف، حمى ووجع بالأسنان. ويمكن معالجة هذا الصداع بناء على سبب حدوثه. ويمكن استخدام مزيلات احتقان الأنف وغيرها من المسكنات، وفي حالة الإصابة بعدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب المختص مضادا حيويا يفيد في علاج الحالة، وفي حال الإصابة بحساسية، يمكن أن يوصي الطبيب بمضادات الهيستامين، كما ينصح بزيارة الطيب حال استمرت المشكلة أكثر من أسبوع أو إذا تفاقمت الحالة ولم يعد من الممكن السيطرة عليها بالأدوية.
الصداع الذي ينتج عن مرض التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة
وهو الصداع الذي ينتج عن التهاب الأوعية الدموية الموجودة في اتجاه الرأس الخارجي، ويقترن بصداع حاد متكرر، ألم، عدم راحة حول الصدغين، ألم عند المضغ أو التحدث، فقدان البصر، نقصان الوزن، وجع بالعضلات، اكتئاب وشعور بتعب وإرهاق. ونصح الباحثون في الأخير بعدة إرشادات من شأنها أن تمنع أو تحد من نوبات الإصابة بالصداع مثل الحصول على قسط كاف من النوم، الاهتمام بممارسة الرياضة عدة مرات طوال الأسبوع للحد من التوتر، الاهتمام بتحسين وضعية الجسم، التقليل من كمية الكافيين، الإكثار من شرب المياه وتجنب كثرة استخدام مسكنات الألم.
اترك تعليقاً